نتيجة الحاجة الى التعبير عن الذات الفردية للإنسان ولد الشعر الغنائي, الذي تظهر فيه الذاتية اكثر من سواه من انماط الشعر الاخرى, لأنها المبدأ الرئيس الذي يرتكز اليه الشاعر الغنائي اذ ما اراد كتابة نصه الشعري, ان الشعر الغنائي تواجد في جميع ازمنة التاريخ, ولا سيما في الوقت الذي يتعمق ويزداد احساس الفرد بتوحده واغترابه عن الكل الاجتماعي الذي ينتمي اليه.
تعد الموسيقا الاندلسية واحدة من الامتدادات والروافد التي تفرعت عن الموسيقا العربية بمفهومها العام, ومن الطبيعي ان ترتبط هذه الموسيقا بالأصول نفسها التي تلتقي عندها اصناف الموسيقا العربية عموماً, وإن تكن قد تفردت بخصائص ومميزات اسهمت عوامل شتى في خلقها, وتعد هذه الموسيقا خلاصة امتزاج وتلاقح المعطيات الفنية النابعة من طبيعة موسيقا العناصر البشرية المتساكنه بالاندلس, تألف المجتمع الاندلسي من مزيج متباين من مختلف الاعراق والاديان والجنسيات والعناصر مما جعله يتميز عن الدول الاسلامية الأخرى, ان هذا التعدد العرقي اضافة الى طبيعة الاندلس الخلابة منحا الاندلس صفات مشتركة وشخصية خاصة, وقد ظهر فن الموشح ليكون تعبيراً عن ثقافة مجتمع تفرد في مكوناته الثقافية واللغوية والاجتماعية والدينية والعرقية, بعيداً عن دار الاسلام في الشرق, وليكون استنباطاً اندلسياً خالصاً, اذ عد من مفاخر اهل الاندلس التي شاركهم فيها المشارقة فيما بعد.